وابلاداه

مِنْ شُعوري وخاطرِي وجنَاني
خَفَقَاتٌ تَرِفُّ في أَوْطاني
يا صِحابي عُذْراً إِذا حَطَّمَتْني
نكبةُ الموطنِ الحبيبِ المعاني
إِنَّنَا أُمَّةٌ نعافُ حياةً
جَرَّعَتْنا كُؤوسَها بالهوانِ
خَنَقَ الشَّدْوَ في الفؤادِ جِراحٌ
ودماءٌ تَسِيلُ مِنْ أَوْطاني
فإِذا المنطقُ الفَصيحُ عَيِيٌّ
وإِذا بي وَقَدْ أَضَعْتُ بياني
كُنْتُ بالأَمْسِ شادياً أَتَغَنَّى
وأنا اليومَ والأَنينُ شَجَاني
فَبِلادي مَهْدُ السَّنَا والمعالي
حَطَّمَتْها حَبَائِلُ الطُّغيانِ
مَوْطني؛ والزَّمانُ يَزْخَرُ غَدْراً
مَزَّقَتْ مَجْدَهُ يَدُ الحَدثَانِ
بالدَّمِ الحُرِّ قَدْ سَقَيْناهُ حُبّاً
وَحَميّناهُ مِنْ هَوَى الشِّيطانِ
لَهْفَ نَفْسِي على فَخَارٍ تَقَضَّى
وَطَوَتْ طيفَهُ يَدُ النَّسْيانِ
قَوْمي الغُرُّ شُتَّتوا لِيُبادُوا
وَغَزَا الكُفْرُ كَعْبَةَ الإيمانِ
أَنا والموطنُ الحبيبُ جريحانِ
أُصيبا وفي الشَّقا تائهانِ
وا بلاداهُ صَيْحَةٌ تَمْلأُ الأُفْقَ
وتَدْوي بِلَوْعَةِ الحِرْمانِ