قصيدة إلام المنام

إلام المنام, صرخة توقظ الرقود

 مرت السنون ثقيلة ترزح على صدر الشعب الفلسطيني وهو مشرد في أنحاء العالم العربي يعيش في الخيام والعرا، يعاني قسوة التشريد والحرمان؛ موطنه على مرمى البصر وهو لا يملك حتى استنشاق هوائه مكبل بسلاسل الحب الزائفة التي أطلقها العرب( كلمة حق يراد بها باطل).

ضاق صدر الشاعر بهذا الحال؛ فأطلقها صرخة علها توقظ النيام؛وجه كلامه إلى ابنا، شعبه؛ وخاطبهم بصيغة المفرد( أخي )؛ وأقبل يستحثه لينفض عن سمعه زيف الكلام ويذكره أن صوته صوت السلام فلا يثنه نبح الكلاب وليشد عزمه ويوجه قوته تجاه الأرض الحبيبة فلسطين.

القصيدة

أَخِي والرٌياحُ تَهُزُّ الخِيامْ
أَخِي والجباهُ كَسَاها الرُّغامْ
أَخِي والظلامُ تَلاه الظلامْ
ألا فاسمْعوا صَرخًتي يا نِيامْ
إلِاَم المَنَامُ إلِاَم المَنَامْ؟
أَخِي هَلْ تُراكَ قَطَعْتَ الوَتَرْ؟
أَخِي هَلْ تُراكَ هَجَرْتَ السَّمَرْ؟
وَهذا الزمانُ بكأْس ِ العِبَرْ
ينادِيكَ يا سَلْوَتي في السَّحَرْ
إلِاَم المَنَامُ إلِاَم المَنَامْ؟
أَخِي هَلْ سَمِعْتَ أَنينَ الوَطَنْ
أَخِي كَفْكِفَنّ دُموعَ الحَزَنْ
أَخِي والبُكاءُ يُضِيعُ الزَّمَنْ
فَقُلْ يا بِلادِي حَياتِي ثَمَنْ
وَقُلْ للأَنامِ إلِاَم المَنَامْ؟
أَخِي لا تُضِعْ عُمْرنَا في المَلامْ
فَقَدْ اَتْخَمَ َالسَّمْعَ رَجْعُ الكَلامْ
فَنَفِّضْ عَن العَزْمِ ذاَكَ الرُّكامْ
فِإنَّ حَديثَكَ صَوْتُ السَّلامْ
يُنادي النيامُ: إلِاَم المَنَامْ؟
أَخِي هَزَّنا الشَّوْقُ للمَوْطِنِ
وَنَحْنُ نَعِيشُ بِلا مَسْكَنِ
تَحَامَلْ عَلىَ جْسِمِكَ المُثْخَنِ
تَقَدَّمْ تَقَدَّمْ ولا تَنْثَنِ
وَصِحْ يا نيام إلِاَم المَنَامْ؟
أَخِي لا يَرُعْكَ عُواءُ الِذئابْ
فَهَلْ يُرْهِب الليثَ نَبْحُ الكِلابْ
أَخِي وَلْيَكُنْ لَكَ ظُفْرٌ وَنَاب ْ
وَجَالِدْ بهِ وَقْعَ تِلْكَ الحِرابْ
إِذا ما سَمِعْتَ إلِاَم المَنَامْ؟
أَخِي إِنْ صَلَتْكَ رِمالَ الفَلاهْ
تذكر فِلَسْطينَ مَهْدَ الأُباهْ
وَوَجِّهْ إِليْها قُبَيْلَ الصَّلاةْ
صَلاةً تُطَهِرّ تِلْكَ الجِبَاهْ
وَقُلْ يا بلادِي إِلَيْكِ السَّلامْ
فلِسْطينُ إِنَّكِ رُوحٌ وَدَمْ
فلِسْطينُ إِنَّكِ نَبْعُ الشَّمَمْ
عَرَفنْا بِأرْضِكِ طَعْمَ الكَرَمْ
فَلَنْ نَحْفُرَ اليَوْمَ تِلْكَ الذِّمِمْ
فإنَ الكَريمَ يَعافُ المُلامْ